لا تبحث عن توتي.. الزمالك بلا زمالكاوية

لا تبحث عن توتي.. الزمالك بلا زمالكاوية

“لا تبحث عن مشاهدة فرانشيسكو توتي بالكرة المصرية”.. قائد روما الإيطالي الذي دوماً ما ارتبط اسمه بالانتماء والوفاء في وقتٍ شهد تطور فكرة الكرة الحديثة في المنظومة، والتي جعلت الأموال المتحكم الأول والسائد بين اللاعبين.

 

تلقى الفريق الأول لكرة القدم بنادي الزمالك هزيمة ثانية في الدوري المصري الممتاز وذلك بعد خسارته أمام طلائع الجيش بثلاثة أهداف مقابل هدفين ضمن منافسات الجولة الثامنة من المسابقة المحلية.

لم يؤرق جماهير الزمالك الهزيمة وفقدان الثلاث نقاط، فبلغة الأرقام الفريق يبتعد عن المنافسة على لقب الدوري شيئاً فشيئاً في ظل مواصلة الغريم التقليدي الأهلي لانتصاراته مع السويسري رينيه فايلر، وإنما كانت الأزمة بالنسبة لجماهير القلعة البيضاء مُتمثلة في أداء لاعبي الفريق الباهت، والذي جعل البعض يلقي عليهم الاتهامات بتعمدهم تلقي الخسارة للضغط على الإدارة للحصول على مستحقاتهم المالية المتأخرة.

الزمالك تلقى هزيمة ثقيلة أمام مازيمبي الكونغولي في الجولة الأولى من دور المجموعات لدوري أبطال إفريقيا إذ خسر بثلاثية نظيفة، ليتم بعدها إقالة الصربي ميتشو مدرب الفريق ويتم صرف جزء من مستحقات اللاعبين المتأخرة، الأمر الذي انعكس على أدائهم في الملعب المختلف والمغاير تماما خلال لقاء أول أغسطس الأنجولي بالجولة الثانية من مجموعات دوري الأبطال والذي انتهى لصالح الزمالك بهدفين دون رد سجلهما المغربي أشرف بن شرقي، ثم تغلب الفريق على بيراميدز في الدوري بنفس النتيجة، ليُفاجئ الجميع بأداء غريب من لاعبي الأبيض أمام طلائع الجيش الذي تقدم على الزمالك بهدفين مقابل هدف في الشوط الأول، ورغم ذلك خلال الشوط الثاني أهدر الطلائع فرصتين مؤكدتين لزيادة النتيجة فضلا عن ركلة جزاء مهدرة من جانب عاصم صلاح وكأن الفريق العسكري هو الذي يرغب في التعويض.

ويبدو أن أزمة مستحقات لاعبي الزمالك المتأخرة مازالت تؤرق اللاعبين وتؤثر على تركيزهم في الملعب، الأمر الذي تؤكده الشواهد، خاصة في ظل انخفاض مستوى اللاعبين المميزين على رأسهم الدولي التونسي فرجاني ساسي وكذلك طارق حامد.

وبنظرة أي لاعب يمارس “مهنة” كرة القدم، فالحصول على مستحقاته المالية يعتبر أمراً ضروريا وهاما يجعله يبذل قصارى جهده كل مباراة لإسعاد الجماهير.

في المقابل، وبنظرة المشجع الذي يرغب في رؤية فريقه على القمة دائماً، فإن اللاعب مُطالب دائما بأن يدرك قيمة القميص الذي يرتديه، ويخوض كل مباراة من أجل إسعاد الجمهور حتى لو تأخرت مُستحقاته، فجماهير النادي التابع له تستحق منه الكثير، لذا قلوب الجماهير دائما تميل إلى “فرانشيسكو توتي” الذي قضى مسيرته بالملاعب بين جدران روما، وخاض 785‪ مباراة مسجلا 307‪ هدفا وصانعا 139‪ هدفا حتى أصبح معشوق جماهير روما الأول ومثالا نادرا للانتماء.

لاعبو الزمالك يواجهون انتقادات واسعة من الجماهير التي ترغب في رؤيتهم يخوضون كل لقاء من أجل قميص الفريق، وحتى مع تأخر المستحقات المالية فهناك أكثر من طريقة يُمكن الضغط بها على إدارة النادي غير المستوى الفني الضعيف الذي ظهر به الفريق أمام طلائع الجيش، ليتم معاقبة جمهور الزمالك على الأخطاء الإدارية والتخبط الذي يمر به الفريق بهزيمة جديدة تبعد الأبيض عن المنافسة على لقب الدوري.

أداء لاعبي الزمالك يشير إلى أن الفريق يفتقد نوعية اللاعبين التي تُمثل “توتي” والتي تلعب لأجل قميص الفريق وجماهيره ولعل محمود عبد المنعم كهربا لاعب الزمالك السابق الذي انتقل للأهلي مؤخرا خير دليل على ذلك.

إغلاق