سمير محمود عثمان: التحكيم المصري يحتاج إلى اتحاد كرة قوي.. و”السوشيال ميديا” تؤثر على الحكام

سمير محمود عثمان: التحكيم المصري يحتاج إلى اتحاد كرة قوي.. و”السوشيال ميديا” تؤثر على الحكام

تشهد الساحة التحكيمية في مصر العديد من الأزمات منذ الموسم الماضي، الأمر الذي جعل اتحاد الكرة السابق برئاسة هاني أبوريدة يستقدم 37 طاقما أجنبيا خلال العام الماضي، وهو رقم يحدث لأول مرة في مصر.

 

يحاور “كورة أون” الحكم المصري المعتزل سمير محمود عثمان، والذي يعتبر من أبرز الكوادر التحكيمية في مصر، بخبراته الواسعة إذ أدار 147 مباراة دولية من ضمنهم 15 نهائي.
يكشف سمير محمود عثمان أسباب رحيله السريع عن رئاسة لجنة الحكام، بعد تعيين اللجنة الخماسية برئاسة عمرو الجنايني لتولي مهمة إدارة اتحاد الكرة، ويتحدث عن الضغوطات التي تواجه الحكم المصري.

في البداية.. ما أسباب اعتزالك للتحكيم؟

اعتزلت في عام 2017، وكنت حاصل على لقب أفضل حكم في مصر وإفريقيا، لذلك قررت الاعتزال وأنا بالقمة، أو كما يُقال قررت أعتزل بمستوى فني قوي، وكان الختام مسك، حيث كانت آخر مباراة قمت بإدارتها بين الأهلي وأتلتيكو مدريد الإسباني في 30-12-2019، وبعدها أعلنت قراري.

هل يعاني الحكم المصري من قوة التحكيم الأجنبي والذي يتمثل في إدارة الأجانب للمباريات الهامة والحاسمة؟

هناك معاناة بالفعل، والدليل على ذلك الموسم الماضي جاء 37 حكما أجنبيا إلى مصر، في سابقة تحدث للمرة الأولى، ولا أعتقد أن تحدث مرة أخرى، لذلك التحكيم المصري عانى كثيرا الموسم الماضي، والبعض رأى أن الموسم الماضي هو الأسوأ للتحكيم، وذلك بسبب كثرة تواجد الحكام الأجانب.
بالنسبة لي، أنا مع قدوم الحكم الأجنبي إذا كان سيفيد، ولكن يجب أن يأتي لتحكيم مباراة القمة بين الأهلي والزمالك فقط لا غير، خلاف ذلك يجب الاعتماد على الحكام المصريين اعتمادا كاملا، ومع الوقت يقوم الحكم المصري بإدارة لقاء القمة بشكل طبيعي مثلما يحدث في السودان، بين المريخ والهلال، طاقم سوداني كامل يدير اللقاء، ولكن ليحدث ذلك، سنكون في حاجة إلى اتحاد كرة قوي ينفذ القرارات، ولجنة مسابقات قوية، يحترمها جميع الأندية.

ما سبب رحيلك سريعا عن رئاسة لجنة الحكام؟

ثروت سويلم المدير التنفيذي السابق باتحاد الكرة اختارني لرئاسة لجنة الحكام، وكنت وقتها أصغر حكم يتولى مهمة رئاسة اللجنة، كان لدي طموحات وخطة واضحة تستهدف تطوير التحكيم، كان من ضمنها رفع بدلات الحكام بنسبة 100%، وكذلك المراقبين، وإقامة معسكرات، ولكن بعد ذلك رؤية اللجنة الخماسية كانت مُختلفة، وعرضوا على شخصي استكمال المهمة ولكن يتولى جمال الغندور رئاسة اللجنة، وستكون نائبا له، وتتولى مشروع تقنية الفيديو، وهنا رفضت ذلك، لأنني بدأت رئيسا كيف أعود لمنصب النائب؟، لذلك اعتذرت عن المهمة، وأتمنى التوفيق للجنة المتواجدة حاليا.

هل التحكيم المصري يتأثر بضغط المسؤولين؟

نعم يتأثر، لأن الحكم بشر في النهاية، لذلك إذا قام بالاستماع إلى تصريح حتما سيتأثر وهذا سيؤثر على أدائه بالملعب، ولكن الحل لتجنب ذلك أن يكون الحكم في حالة تركيز كامل على أدائه الشخصي، ولا يقرأ التعليقات بالسوشيال ميديا ويبتعد عنها، لأنها تؤثر على تركيزه في الملعب.

ما الطرق التي يجب أن نتبعها للتقليل من قدوم الحكام الأجانب لمصر؟

الثقة، يجب أن نمنح الثقة للحكم المصري، ويجب على الجماهير أن تدرك أن كل الحكام في جميع الدول، لديها أخطاء وكذلك الحكم المصري، لذلك لا داعي للهجوم الغير مبرر والمتكرر على الحكام المصريين، هناك كوارث تحكيمية تحدث في الخارج ولكن الفارق أن جميع لاعبي الدول الأوروبية تمتلك العقلية لتقبل الأخطاء التحكيمية، بعكس ما يحدث في مصر، لذلك الثقة ستكون هي العامل الأول لإعادة هيبة الحكم المصري مرة أخرى، التحكيم المصري يحتاج إلى اتحاد كرة قوي ولجنة مسابقات تنفذ القرارات على الكبير قبل الصغير.

هل تؤيد عقاب الحكم بالإيقاف؟

لا، لست مع ذلك الرأي، وأؤيد أن أعاقبه بطريقة مختلفة، وهو أن يدير مباراة في دوري القسم الثالث، الحكم عندما يكون اسمه معروفا ويدير لقاء في دوري القسم الثالث، هذا سيكون أكبر عقاب له، وحتما سيتجنب الأخطاء فيما بعد، لكن إذا تمت معاقبته بالإيقاف سنخسره، خاصة أن الحكم يخطئ بشكل غير متعمد.

هل التحكيم يحتاج إلى عودة الجماهير؟

عودة الجماهير بالطبع ستفيد الحكم المصري، وتزيد من خبراته، والحكم الناجح فقط هو الذي سيريد عودة الجمهور للملاعب، لذلك يجب اتخاذ قرار بعودة الجماهير، إذا كنا نريد أن تكون مسابقة الدوري المصري ناجحة.

شخصية الحكم ستكون عامل مهم في ذلك، يجب أن تكون شخصيته قوية أمام الحضور الجماهيري.

ماذا عن تقنية الفيديو والحكم الخامس؟

تقنية الفيديو تحتاج إلى إمكانيات كثيرة، العائق لدخولها مصر ليس ماديا، هذا الأمر يعد سهلا، من الممكن أن نتعاقد مع راعي، يحل أزمة المشكلة المادية، ولكن يجب أن يكون لكل حكم رخصة للتعامل مع تقنية الفيديو وفي مصر لدينا حكمين فقط يمتلكان تلك الرخصة، جهاد جريشة ومحمود أبو الرجال، كما أن تقنية الفيديو تحتاج تدريب الحكام على التعامل معها، لذلك ستحتاج إلى خبراء وأجهزة وهذا يتطلب وقتا طويلا، لذلك من وجهة نظري أن التجربة من الممكن أن يتم تطبيقها الموسم المقبل، ولكن بشرط أن يبدأ العمل على تجهيز الحكام من الآن.

كنت أفضل أن يستمر الحكم الخامس، لكل تجربة سلبيات وإيجابيات، ولكن طالما أن هذا العنصر سيفيد يتوجب بقائه، حتى تدخل تقنية الفيديو مصر، أعتقد أن الحكم الخامس يفيد حكم الساحة بشكل كبير، لذلك قرار إلغائه كان غير موفق.
من الحكم الذي ترشحه لإدارة القمة بين الأهلي والزماك؟ وما تقييمك للتحكيم المصري بشكل عام؟
حكمان اللذان قاما بإدارة مباريات بجماهير من قبل، إبراهيم نور الدين، ومحمد الحنفي، أراهم قادرين على إدارة هذا اللقاء، أما بالنسبة لتقييمي فإنني أرى التحكيم المصري جيد.

إغلاق