أنشيلوتي والمستقبل المجهول

أنشيلوتي والمستقبل المجهول

اذا طلب منك وضع قائمة تحتوي علي المدربين البارزين في الألفية الجديدة فأعتقد أنها لن تخلو من الرجل صاحب الـ18 لقبا، نعم أنه كارلو أنشيلوتي.

 

لقد كان أنشيلوتي محظوظا بتدريب أندية النخبة الأوروبية أصحاب الجودة في اللاعبين ولكن هذا الرجل تمكن من تحقيق نجاحات تدعو للفخر في كل مكان تواجد فيه.

عند الحديث عن الصفات التي يتميز بها كارلو، فبالتأكيد لن نضع التكتيك في المقدمة لأن الإيطالي ليس من نوعية المدربين أصحاب البراعة التكتيكية بسبب إتقانه أكثر إدارة اللاعبين قبل كل شئ.

يمكنك التعرف علي قيمة هذا الرجل في التعامل مع اللاعبين من خلال تصريحات عدة نجوم لعبوا تحت قيادته مثلا تشافي ألونسو قال عنه أنه يثق كثيرا في عناصر فريقه ويرفع عنهم الضغوط.

الأسطورة باولو مالديني تحدث عن خلق أنشيلوتي لغرفة ملابس هادئة لا يشوبها أي توتر أو خوف، أيضا سامي خضيرة كان معجبا بقدرة مدربه في ريال مدريد علي إتقان القيادة مع جعل الجميع يلعبون من أجله.

وبالطبع لا يجب أن ننسي كلمات كريستيانو رونالدو بعد رحيل أنشيلوتي عن ريال مدريد حيث وصفه بصاحب المتعة في التعامل مع اللاعبين وبالرجل الرائع الذي يتمني العمل معه مجددا.

لقد ترك أنشيلوتي أثرا مهما في نفوس من أشرف علي تدريبهم، فهو مدرب ينال احترام الجميع، يعرف كيف يجعل الأمور علي ما يرام، أريجو ساكي كانت له العديد من الإشادات التي توضح قيمة هذا الرجل في إدارة اللاعبين وقيادة الفرق.

خصائص أنشيلوتي القيادية عديدة من وجهة نظر ساكي، يري أن كارلو قادر علي خلق ظروف هادئة ويعمل علي خفض معدلات الضغط والتوتر.

أنشيلوتي نفسه تحدث في كتابه عن طريقة إدراته الشخصية للفرق واللاعبين قائلا أنه لا يحب السلطة ويحب التعامل مع الجميع بوتيرة واحدة.

أعتقد أن هذا يبدو كافيا لخلق صورة ذهنية لك عن شخصية أنشيلوتي القيادية وما يمكنه فعله في غرفة الملابس بصفته رجل هادئ الطبع، يعرف كيف يجعل اللاعبين يشعرون بالثقة والراحة.

وبالحديث عن الفئة التي ينتمي لها أنشيلوتي فالمدرب صاحب
الـ61 عاما يضع الأسلوب بناء علي نوعية اللاعبين ويعطي للفرد أهمية حيث يري أن اللعب الهجومي يعتمد أكثر علي الصفات الإبداعية للاعبين.

“هو يلعب بشكل مختلف اعتمادًا على اللاعبين الذين لديه وصاحب قدرة علي التكيف” هكذا تحدث ساكي عن فكر أنشيلوتي التدريبي.

يوضح أنشيلوتي في كتابه ماهية فكره التدريبي قائلا : “هناك أكثر من طريقة للعب كرة القدم فأنا أحب جميع الأنماط ولا يوجد نظام رابح.. إذا كان لدي لاعبون مختلفون يمكنني اللعب بنظام مختلف”.

أنشيلوتي يري أن الفرق التي تعتمد علي هوية محددة يمكنها اللعب بأسلوب واحد علي عكس ما يعتقده بوضع الأسلوب بناء علي 3 أشياء: 1- هوية النادي 2- اللاعبين 3- جودة الخصم.

ماذا عن رؤية كارلو حول البناء من الخلف ؟ في أحد الندوات التي جمعته بنظيره بيب جوارديولا ومدربه السابق أريجو ساكي قال أن الفرق أصبحت مهوسة بالبناء من الخلف لكنه يري أن الجميع ليس مطالب بفعل ذلك.. لماذا؟ لأن هذا يتطلب شروطا.

أوضح أنشيلوتي في كتابه أن البناء من الخلف يتطلب إمكانية اللعب للأمام وبسرعة وخصوصا مع لاعب صاحب رؤية يكون هو المكلف بهذه المهمة، كارلو اخترع ما يسمي بالريجيستا وهو الارتكاز الذي يبني اللعب لكن بالتأكيد لابد من توافر شروطا معينة فيه.

وعموما لا يبالي أنشيلوتي بكثرة التمرير في الخلف لأنه يفضل اللعب المباشر والسريع عبر أقل عدد من التمريرات مبررا ذلك أن هذه هي الطريقة الأسهل من وجهة نظره للهجوم.

ما هي طريقة اللعب التي يفضلها أنشيلوتي؟ يحب كارلو اللعب بطريقة 4-4-2، في بداية مسيرته التدريبية لم يكن يغيرها وهو الأمر الذي جعله يخسر صانع الألعاب جيانفرانكو زولا في بارما.

حاول كارلو وضع زولا في مركز الجناح الأيمن لكن اللاعب لم يفضل ذلك وقرر الرحيل لتشيلسي، بعدها تعلم أنشيلوتي كيف يكيف النظام مع اللاعبين ويجعلهم يشعرون بالراحة.

كارلو قال في تصريحات سابقة لشبكة سكاي سبورتس أن زيدان ساهم في تغيير فكره، لأن إمكانيات الفرنسي جعلت المدرب الإيطالي يضع نظام مناسب له، يوفنتوس كان يدور حول زيدان فقد لعب الفريق يلعب في موسمه الأول مع كارلو بالـ3-4-1-2 ثم في الموسم الثاني بالـ4-3-1-2.

أنشيلوتي وضع زيدان في أفضل مركز له لكي يمنحه الشعور بالراحة ومن هنا عرف الرجل الإيطالي كيف يضع النظام بناء علي اللاعبين.

مع ميلان امتلك مجموعة رائعة في الوسط “بيرلو – سيدورف – جاتوزو – كاكا” لذلك لعب بطريقة الماسة 4-4-2 دايموند ثم بعد ذلك طريقة شجرة الميلاد 4-3-2-1.

وفي ريال مدريد اعتمد علي 4-3-3 مع دمج دي ماريا ضمن تركيبة الوسط لكي يستفيد من قدرته علي التحرك بدون الكرة يتحرك من الخلف للأمام في المساحات ويضمن التنوع للفريق في الوسط.

لكن مازالت طريقة 4-4-2 هي المفضلة بالنسبة له لكنه لا يمانع تغييرها اذا تطلب، وبشكل عام يجيد أنشيلوتي توظيف اللاعبين وضمان أفضل المراكز لهم من أجل تقديم الأفضل.

لكن لماذا يفضل أنشيلوتي طريقة 4-4-2؟ لأنها تناسب أسلوبه المباشر وكذلك تضمن له وجود ثنائي في الأمام أثناء التحولات من الدفاع للهجوم..”من الجيد أن أترك لاعبين في مناطق الخصم لإنجاز مرتدة قاتلة” كارلو أنشيلوتي.

مباراة ريال مدريد وبايرن ميونيخ التي انتهت برباعية نظيفة تعد مثالا رائعا علي تطبيق النادي الملكي لشكل 4-4-2 في الحالة الدفاعية، وقيادة التحولات عن طريق رونالدو وبنزيما في الأمام.

وفقا لكل ذلك، يمكننا وضع تصور مبدئي لريال مدريد مع أنشيلوتي في الولاية الثانية.

1- توظيف جيد جدا ومناسب للعناصر.
2- كرة قدم مباشرة وسريعة.
3- إدارة وقيادة حكيمة للفريق واللاعبين وخلق أجواء هادئة.

ولكن يجب الملاحظة أن فريق ريال مدريد الحالي يعاني من نواقص متعددة لذلك بما أن أنشيلوتي يعتمد أكثر علي الأفراد في تحديد أسلوب اللعب فالفريق ربما لا يتطور بشكل هائل وربما يتوقف المستوي عند مرحلة معينة من الأداء الجماعي والفردي و ذلك وفقا للعناصر المتاحة.

إقرأ أيضاً

النظارة السوداء سر تألق حارس هوفنهايم

إغلاق